أصعب موقف أن تضطر لسماع شخص يحدثك ويحاضر عليك، بل ويعلمك كيف تكون المبادئ، و رغم ذلك تكون افعاله و اسلوبه و كلماته ابعد ما تكون عن المبادئ و اى مسافة شاسعة بين أفعاله وبين أصغر مبدأ من المبادئ (!!)، ومع ذلك تبلعها وتسمع وتسكت و تطبق عليه اسلوب الشافعى رحمه الله ( فخير من اجابته السكوت ) لسخافة الكلام و بشاعة الاتهام .
*
حقاً إن الإنسان في بعض الأحيان في حاجة ماسة وأكيدة، بل وواجبة لضرب نفسه، جزاء لها على ما اقترفته من خنوع وسلبية، رغم أن البعض يقول عن ذلك إنه مجاملة، و ان اسلوب (اسمع وطنش) هو اسلوب العاجزين و ان كنت ارى ان الصمت يكون احيانا ابلغ من الكلام و اراه اسلوب الكبار ، وما أكثر ما سمعت وطنشت، وحزنت، وغضبت، وتمنيت لو أن عيناى لم تقرأ كلام المتحذلقين الذين ينصبون انفسهم حماة للمبادئ .
*
و اسمحوا لى ان انقل لكم هذه القصة عن احدى المجلات فى الخارج التى ارادت ان تقيم مسابقه و جائزه لاكثر الناس تمسكا بالمبادئ و المثل العليا فى البلده ، و بالفعل تلقت المجله الكثير من الرسائل و منها هذه الرساله التى جاء فيها
إنني لا أدخن ولا أشرب ولا أقامر، وأنا مخلص لزوجتي، لا انظر إلى أي امرأة أخرى، أقوم بأعمال شاقة في هدوء وطاعة، لا اذهب قط إلى السينما والمسرح، وليس لي تعامل مع البنوك ولا مشاكل معها، ولا خصومات لي مع زملائي، بل إنني منعزل عنهم، وآوي إلى فراشي مبكراً واستيقظ مع طلوع الفجر، ولقد ظللت على هذا المنوال ثلاث سنوات كاملة، ولكن انتظروا حتى الربيع القادم عندما يطلق سراحي من هذا المكان ـ انتهى ـ والمكان الذي يقصده بالطبع هو السجن ـ ولو كنت أنا من ضمن لجنة التحكيم لأعطيته جائزة (الصدق).
*
و اخيرا هناك مبدأ يقول: سيتضاءل الشر كثيراً في العالم، إذا كف الناس على ستره بلباس الخير. هل فهمتم فحوى هذا المبدأ (الخطير)؟!
و قبل ان انهى مقالى اسمحوا لى اعضاء صفوة المنتديات و اكثرها تمسكا بالمبادئ ان اطرح عليكم هذا السؤال
الا ترون ان المبادئ لا تحكى ولكنها تعاش، ومن أراد أن يعلم الناس المبادئ، عليه أن يعلم نفسه بأن يكف عن أذاهم ؟
بكل الشوق انتظر مروركم و بكل سعاده اتلقى ارائكم
تقبلوا منى اجمل تحيه
منقول للفائده
موضوع: المبادئ لاتحكي لاكنها تعيش 
السبت 27 يناير 2018, 5:59 pm
