|
|
الدين في مرمى الاستخبارات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدين في مرمى الاستخبارات
الدين في مرمى الاستخبارات
الأديان ليست ببعيدة عن التوظيف الاستخباراتي..ربما هذه هي الرسالة التي يدور حولها كتاب “الدين الدم والبارود: في التوظيف الاستخباراتي للجماعات الإسلامية المسلحة في الشرق الأوسط” تحرير الدكتور نسيم بهلول، والصادر عن دار ابن النديم للنشر والتوزيع بالجزائر، ودار روافد الثقافية-ناشرون ببيروت، في طبعته الأولى عام 2017، في (542) صفحة.
فالعقل والثقافة والدين حاضر في التوظيف والاستغلال الاستخباراتي، ويبدو الأمر جليا في المنطقة العربية، التي تعج بالتنظيمات الإسلامية السنية والشيعية، وذات التوجهات المختلفة، ويبدو أن عمليات التوظيف ذات جذور تاريخية لم يُكشف عن الكثير منها حتى الآن، حيث لعبت هذا التوظيف دورا في كثير من الأحداث على المسرح السياسي في المنطقة.
” الأمن القومي الأمريكي يتطلب أن يكون لواشنطن دور في توجيه مسار الأحداث في العالم الإسلامي”..مسار استراتجي جديد اتخذه الأمريكيون بعد نقاشات وحوارات طويلة جرت في سبتمبر عام 2003، في جامعة الدفاع القومي بواشنطن، ومنذ ذلك التاريخ أنفقت واشنطن ملايين الدولارات لتمويل محطات إذاعية إسلامية، وبرامج متلفزة ومناهج تعليمية، ومكافآت لشخصيات إسلامية، واختراق لجماعات مسلحة، وشن حملات سرية لنزع المصداقية عن زعامات مسلمة مناوئة للولايات المتحدة، لكن هذه المجهودات الأمريكية والإنفاق لم يكن مؤثرا في تحجيم تنظيم القاعدة، وأمام هذا الوضع الجديد رأت واشنطن أن تضخ أموالا للجماعات المسلحة التي لا تتخذ مواقف عدائية من الولايات المتحدة، بل ضخت أموال لزعامات دينية مناوئة للولايات المتحدة بهدف خلق زعامات دينية بديلة يمكن السيطرة عليها واحتوائها، والأغرب أن المخابرات الأمريكية أنشأت مواقع جهادية كمصايد لمعرفة حجم الحماسة الدينية ومناطق انتشارها وتركزها في العالم وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
الصراع بين الدين والسياسة
يتحدث الكتاب بشيء من التفصيل عن الحركات الدينية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك عن دور السياسات الدولة، وإدارة الدولة في المنطقة لملفاتها الداخلية وتأثير ذلك على بروز الصراعات ذات الجذور الدينية، غير أن تحول الصراعات السياسية إلى صراعات دينية يعد أمرا مثيرا للاهتمام، إذ أن كثيرا من الصراعات تبدأ ذات بعد سياسي، ثم تتطور إلى صراع عرقي أو مذهبي أو ديني، وفي كثير من الأحيان قد يكون هذا التحول مقلقا للذين خاضوا الصراع أو حرضوا عليه.
وتشير كثير من الدراسات أن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق استجابة للمتغير الديني في الصراع، نظرا للحضور الطاغي للدين في مجالها العام والخاص، وهو ما يجعل للدين مكانة مركزية في أي صراع، وتشير الإحصاءات أن حوالي 54% من الأقليات العرقية السياسية في منطقة الشرق الأوسط هي أيضا أقليات دينية، كما أن الدين هو صوت الاحتجاج الأقوى والأعلى والأكثر عددا في الخطاب السياسي بالمنطقة ، وهي حالة وصفها “هنري كيسينجر” بأن “الدين عاد ليحمل السلاح لخدمة الأهداف السياسية”..ولكن هل الدين في منطقة الشرق الأوسط هو المفجر للصراعات؟
الواقع أن نشوب الصراعات الدينية يرجع إلى العديد من الأسباب في مقدمتها: أن جزءا كبيرا من تلك الصراعات يعود إلى عوامل تاريخية وثقافية وجغرافية إضافة إلى دور السياسات التي تتبعها أنظمة الحكم في دول المنطقة تجاه الأقليات سواء في التهميش أو الإقصاء والحرمان الاقتصادي والسياسي، وهو ما يؤجج الصراع.
ويلاحظ في منطقة الشرق الأوسط أن النخب السياسية خاصة الحاكمة تستحوذ على مقاليد القوة، بل تعد هي مركز السياسة في المجتمع، لذا تلعب مواقفها تجاه الدين ومعتنقيه سواء أغلبية أو أقلية دورا في نشوب الصراعات وتأجيجها، أو خلق حالة من التعايش والتسامح الديني، كما تلعب البيئة الخارجية دورا في ظهور الصراعات الدينية، من خلال تأزيم العلاقة بين الدولة وبين أقلياتها، فمثلا يتم استخدام الأقلية كورقة ضغط خارجي لتهديد الدولة الوطنية، وهو ما يدفع تلك الدولة للنظر للأقلية بنوع من الشك والريبة وربما تُتخذ ضدها إجراءات أمنية من تقييد للحريات أو اعتقالات، فتنعكس على علاقة الارتباط بين القوى الخارجية وبين تلك الأقلية، خاصة إذا أدركنا أنه منذ نهاية الحرب الباردة برزت قضايا حقوق الإنسان وحماية الأقليات في العلاقات الدولية وهو ما يشكل غطاءا للتدخل الخارجي في الشئون والقضايا الداخلية للدول.
وتشير كثير من الدراسات أن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق استجابة للمتغير الديني في الصراع، نظرا للحضور الطاغي للدين في مجالها العام والخاص، وهو ما يجعل للدين مكانة مركزية في أي صراع، وتشير الإحصاءات أن حوالي 54% من الأقليات العرقية السياسية في منطقة الشرق الأوسط هي أيضا أقليات دينية، كما أن الدين هو صوت الاحتجاج الأقوى والأعلى والأكثر عددا في الخطاب السياسي بالمنطقة ، وهي حالة وصفها “هنري كيسينجر” بأن “الدين عاد ليحمل السلاح لخدمة الأهداف السياسية”..ولكن هل الدين في منطقة الشرق الأوسط هو المفجر للصراعات؟
الواقع أن نشوب الصراعات الدينية يرجع إلى العديد من الأسباب في مقدمتها: أن جزءا كبيرا من تلك الصراعات يعود إلى عوامل تاريخية وثقافية وجغرافية إضافة إلى دور السياسات التي تتبعها أنظمة الحكم في دول المنطقة تجاه الأقليات سواء في التهميش أو الإقصاء والحرمان الاقتصادي والسياسي، وهو ما يؤجج الصراع.
ويلاحظ في منطقة الشرق الأوسط أن النخب السياسية خاصة الحاكمة تستحوذ على مقاليد القوة، بل تعد هي مركز السياسة في المجتمع، لذا تلعب مواقفها تجاه الدين ومعتنقيه سواء أغلبية أو أقلية دورا في نشوب الصراعات وتأجيجها، أو خلق حالة من التعايش والتسامح الديني، كما تلعب البيئة الخارجية دورا في ظهور الصراعات الدينية، من خلال تأزيم العلاقة بين الدولة وبين أقلياتها، فمثلا يتم استخدام الأقلية كورقة ضغط خارجي لتهديد الدولة الوطنية، وهو ما يدفع تلك الدولة للنظر للأقلية بنوع من الشك والريبة وربما تُتخذ ضدها إجراءات أمنية من تقييد للحريات أو اعتقالات، فتنعكس على علاقة الارتباط بين القوى الخارجية وبين تلك الأقلية، خاصة إذا أدركنا أنه منذ نهاية الحرب الباردة برزت قضايا حقوق الإنسان وحماية الأقليات في العلاقات الدولية وهو ما يشكل غطاءا للتدخل الخارجي في الشئون والقضايا الداخلية للدول.
مرتزقة باسم المقدس
يؤكد كتاب “الدين الدم والبارود” أن ساسة بريطانيا كانوا يعتبرون الإسلاميين مفيدين من عدة أوجه، منها: تقويض العلمانية ومواجهة التيارات القومية المناوئة للغرب، واستخدامهم كورقة ضغط ضد الحكومات المناوئة لهم، كذلك فإن عدة أجهزة استخباراتية غربية مهدت لظهور تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما يُعرف بـ”داعش” بحيث يتم تجميع “المتطرفين” الإسلاميين من جميع أنحاء العالم في منطقة واحدة مما يسهل القضاء عليهم دفعة واحدة، وقد أُطلق على هذه العملية “عش الدبابير” وهي في الأساس خطة بريطانية قديمة تهدف في المجمل إلى حماية إسرائيل، ويزعم الكتاب أن بعض أهداف الإستخبارات الغربية تتقاطع مع أهداف التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
يلفت الكتاب الانتباه إلى الدور الاستخباراتي الغربي في مواجهة الحركات الجهادية والعنيفة في منطقة الشرق الأوسط، فمثلا يرى بعض الخبراء الأمنيين أن الحملة الفرنسية “سرفال” في شمال مالي عام 2013، لم تكن تنجح لولا تغاضي الغرب عن عمليات نقل الجهاديين من شمال مالي إلى سوريا، حيث لو تم بقاء هؤلاء الجهاديين في شمال مالي لازدادت مهمة القوات الفرنسية صعوبة، لذا نُقل المئات من الجهاديين الجزائريين للقتال في سوريا وهو ما أدى إلى استنزافهم في معارك بعيدة عن بيئاتهم في الجزائر وشمال إفريقيا.
وطرح الكتاب تساؤلا مهما حول أسباب عدم استهداف إسرائيل من قبل تلك التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل “داعش” أو بعض الجماعات الموجودة في سوريا، خاصة أنها سيطرت على بعض المناطق الحدودية القريبة من إسرائيل.
وهنا يناقش الكتاب الإجابة من منظور استراتيجي، فيذكر أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنرى كيسنجر” نصح إسرائيل قبل اندلاع الثورة السورية بضرورة “تعريب الصراع” أي: تحويل صراع تلك التنظيمات المتطرفة إلى مجتمعاتها ودولها بدلا من إسرائيل، بحيث يقاتل العرب بعضهم بعضا على الجبهات المختلفة.
ويبدو أن إستراتجية هذا الداهية العجوز هي المتحققة حاليا، فالتنظيمات الإسلامية في سوريا والعراق وحتى الموجودة في ليبيا تتقاتل مع بعضها البعض، ويصفي كل فصيل مقاتلي الفصيل الآخر أمام الشاشات بطريقة احتفالية مما يعمق الثارات بينها في صراع لا ينتهي إلا بفناء الطرفين، لذا لم تعد إسرائيل هي العدو الأول.
إسلام أون لاين
يلفت الكتاب الانتباه إلى الدور الاستخباراتي الغربي في مواجهة الحركات الجهادية والعنيفة في منطقة الشرق الأوسط، فمثلا يرى بعض الخبراء الأمنيين أن الحملة الفرنسية “سرفال” في شمال مالي عام 2013، لم تكن تنجح لولا تغاضي الغرب عن عمليات نقل الجهاديين من شمال مالي إلى سوريا، حيث لو تم بقاء هؤلاء الجهاديين في شمال مالي لازدادت مهمة القوات الفرنسية صعوبة، لذا نُقل المئات من الجهاديين الجزائريين للقتال في سوريا وهو ما أدى إلى استنزافهم في معارك بعيدة عن بيئاتهم في الجزائر وشمال إفريقيا.
وطرح الكتاب تساؤلا مهما حول أسباب عدم استهداف إسرائيل من قبل تلك التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل “داعش” أو بعض الجماعات الموجودة في سوريا، خاصة أنها سيطرت على بعض المناطق الحدودية القريبة من إسرائيل.
وهنا يناقش الكتاب الإجابة من منظور استراتيجي، فيذكر أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنرى كيسنجر” نصح إسرائيل قبل اندلاع الثورة السورية بضرورة “تعريب الصراع” أي: تحويل صراع تلك التنظيمات المتطرفة إلى مجتمعاتها ودولها بدلا من إسرائيل، بحيث يقاتل العرب بعضهم بعضا على الجبهات المختلفة.
ويبدو أن إستراتجية هذا الداهية العجوز هي المتحققة حاليا، فالتنظيمات الإسلامية في سوريا والعراق وحتى الموجودة في ليبيا تتقاتل مع بعضها البعض، ويصفي كل فصيل مقاتلي الفصيل الآخر أمام الشاشات بطريقة احتفالية مما يعمق الثارات بينها في صراع لا ينتهي إلا بفناء الطرفين، لذا لم تعد إسرائيل هي العدو الأول.
إسلام أون لاين
التوقيع
jassim- المدير العام
- عضو مفضلجائز التسجيل في المنتدى
- الدولة : مملكة البحرين
المشاركات+ : 18886
نقاط الخبرة+ : 15118
تاريخ الميلاد : 03/07/1996
تاريخ التسجيل : 17/03/2017
العمر : 28
مواضيع مماثلة
» حكم سب الدين
» ◤ لا حياء في الدين
» مراتب الدين الإسلامي
» وما جعل عليكم في الدين من حرج
» مراتب الدين
» ◤ لا حياء في الدين
» مراتب الدين الإسلامي
» وما جعل عليكم في الدين من حرج
» مراتب الدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى