منتديات جمال البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار

اذهب الى الأسفل

 فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار Empty فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار

مُساهمة من طرف jassim الإثنين 05 مارس 2018, 6:08 pm

باب علامة الإيمان حب الأنصار 
17 حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر قال سمعت أنسا  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية الإيمان حبالأنصار وآية النفاق بغض الأنصار  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2

قوله : ( باب ) هو منون . ولما ذكر في الحديث السابق أنه " لا يحبه إلا لله " عقبه بما يشير إليه من أن حب الأنصار كذلك ; لأن محبة من يحبهم من حيث هذا الوصف - وهو النصرة - إنما هو لله تعالى ، فهم وإن دخلوا في عموم قوله " لا يحبه إلا لله " لكن التنصيص بالتخصيص دليل العناية . 
قوله : ( حدثنا أبو الوليد ) هو الطيالسي 
قوله : ( جبر ) بفتح الجيم وسكون الموحدة ، وهو ابن عتيك الأنصاري ، وهذا الراوي ممن وافق اسمه اسم أبيه . . 
قوله : ( آية الإيمان ) هو بهمزة ممدودة وياء تحتانية مفتوحة وهاء تأنيث ، والإيمان مجرور بالإضافة ، هذا هو المعتمد في ضبط هذه الكلمة في جميع الروايات ، في الصحيحين والسنن والمستخرجات والمسانيد . والآية : العلامة كما ترجم به المصنف ، ووقع في إعراب الحديث لأبي البقاء العكبري " إنه الإيمان " بهمزة مكسورة ونون مشددة وهاء ، والإيمان مرفوع ، وأعربه فقال : إن للتأكيد ، والهاء ضمير الشأن ، والإيمان مبتدأ وما بعده خبر ، ويكون التقدير : إن الشأن الإيمان حب الأنصار . وهذا تصحيف منه . ثم فيه نظر من جهة المعنى لأنه يقتضي حصر الإيمان في حب الأنصار ، وليس كذلك . فإن قيل : واللفظ المشهور أيضا يقتضي الحصر ، وكذا ما أورده المصنف في فضائل الأنصار من حديث البراء بن عازب  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2" ، فالجواب عن الأول أن العلامة كالخاصة تطرد ولا تنعكس ، فإن أخذ من طريق المفهوم فهو مفهوم لقب لا عبرة به . سلمنا الحصر لكنه ليس حقيقيا بل ادعائيا للمبالغة ، أو هو حقيقي لكنه خاص بمن أبغضهم من حيث النصرة . والجواب عن الثاني أن غايته أن لا يقع حب الأنصار إلا لمؤمن . وليس فيه نفي الإيمان عمن لم يقع منه ذلك ، بل فيه أن غير المؤمن لا يحبهم . فإن قيل : فعلى الشق الثاني هل يكون من أبغضهم منافقا وإن صدق وأقر ؟ فالجواب أن ظاهر اللفظ يقتضيه ; لكنه غير مراد ، فيحمل على تقييد البغض بالجهة ، فمن أبغضهم من جهة هذه الصفة - وهي كونهم نصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثر ذلك في تصديقه فيصح أنه منافق . ويقرب هذا الحمل زيادة أبي نعيم في المستخرج في حديث البراء بن عازب  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2" ، ويأتي مثل هذا الحب كما سبق . وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد رفعه "  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2" ، ولأحمد من - ص 81 - حديثه "  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2" . ويحتمل أن يقال إن اللفظ خرج على معنى التحذير فلا يراد ظاهره ، ومن ثم لم يقابل الإيمان بالكفر الذي هو ضده ، بل قابله بالنفاق إشارة إلى أن الترغيب والترهيب إنما خوطب به من يظهر الإيمان ، أما من يظهر الكفر فلا ; لأنه مرتكب ما هو أشد من ذلك . 
قوله : ( الأنصار ) هو جمع ناصر كأصحاب وصاحب ، أو جمع نصير كأشراف وشريف ، واللام فيه للعهد أي : أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والمراد الأوس والخزرج ، وكانوا قبل ذلك يعرفون ببني قيلة بقاف مفتوحة وياء تحتانية ساكنة وهي الأم التي تجمع القبيلتين ، فسماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الأنصار " فصار ذلك علما عليهم ، وأطلق أيضا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم . وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم ، فكان صنيعهم لذلك موجبا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم ، والعداوة تجر البغض ، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجبا للحسد ، والحسد يجر البغض ، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق ، تنويها بعظيم فضلهم ، وتنبيها على كريم فعلهم ، وإن كان من شاركهم في معنى ذلك مشاركا لهم في الفضل المذكور كل بقسطه . وقد ثبت في صحيح مسلم  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H1عن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق  فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الإيمان » باب علامة الإيمان حب الأنصار MEDIA-H2" ، وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة ، لتحقق مشترك الإكرام ، لما لهم من حسن الغناء في الدين . قال صاحب المفهم : وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم لبعض فذاك من غير هذه الجهة ، بل الأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة ، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق ، وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام : للمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد . والله أعلم .

التوقيع
lol!
jassim
jassim
المدير العام
المدير العام
عضو مفضل
جائز التسجيل في المنتدى

الدولة : مملكة البحرين
المشاركات+ : 18886
نقاط الخبرة+ : 15114
تاريخ الميلاد : 03/07/1996
تاريخ التسجيل : 17/03/2017
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى