وَبِئسَ القَرضُ قَرضُكَ عِندَ قَيسٍ | تُهَيِّجُهُم وَتَمتَدِحُ الوِطابا |
وَتَدعو خَمشَ أُمِّكَ أَن تَرانا | نُجوماً لا تَرومُ لَها طِلابا |
فَلَن تَسطيعَ حَنظَلَتى وَسُعدى | وَلا عَمرى بَلَغتَ وَلا الرِبابا |
قُرومٌ تَحمِلُ الأَعباءَ عَنكُم | إِذا ما الأَمرُ في الحَدَثانِ نابا |
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ | وَهُم مَنَعوا مِنَ اليَمَنِ الكُلابا |
يَرى المُتَعَيِّدونَ عَلَيَّ دوني | أُسودَ خَفِيَّةِ الغُلبِ الرِقابا |
إِذا غَضِبَت عَلَيكَ بَنو تَميمٍ | حَسِبتَ الناسَ كُلُّهُمُ غِضابا |
أَلَسنا أَكثَرَ الثَقَلَينِ رَجلاً | بِبَطنِ مِنىً وَأَعظَمُهُ قِبابا |
وَأَجدَرَ إِن تَجاسَرَ ثُمَّ نادى | بِدَعوى يالَ خِندِفَ أَن يُجابا |
لَنا البَطحاءُ تُفعِمُها السَواقي | وَلَم يَكُ سَيلُ أَودِيَتي شِعابا |
فَما أَنتُم إِذا عَدَلَت قُرومي | شَقاشِقَها وَهافَتَتِ اللُعابا |
تَنَحَّ فَإِنَّ بَحري خِندِفِيٌّ | تَرى في مَوجِ جِريَتِهِ عُبابا |
بِمَوجٍ كَالجِبالِ فَإِن تَرُمهُ | تُغَرَّق ثُمَّ يَرمِ بِكَ الجَنابا |
فَما تَلقى مَحَلِّيَ في تَميمٍ | بِذي زَلَلٍ وَلا نَسَبي اِئتِشابا |
عَلَوتُ عَلَيكَ ذِروَةَ خِندِفِيٍّ | تَرى مِن دونِها رُتَباً صِعابا |
لَهُ حَوضُ النَبِيِّ وَساقِياهُ | وَمَن وَرِثَ النُبُوَّةَ وَالكِتابا |
وَمِنّا مَن يُجيزُ حَجيجَ جَمعٍ | وَإِن خاطَبتَ عَزَّكُمُ خِطابا |
سَتَعلَمُ مَن أُعِزُّ حِمىً بِنَجدٍ | وَأَعظَمُنا بِغائِرَةٍ هِضابا |
أُعُزُّكَ بِالحِجازِ وَإِن تَسَهَّل | بِغَورِ الأَرضِ تُنتَهَبُ اِنتِهابا |
أَتَيعَرُ يا اِبنَ بَروَعَ مِن بَعيدٍ | فَقَد أَسمَعتَ فَاِستَمِعِ الجَوابا |
فَلا تَجزَع فَإِنَّ بَني نُمَيرٍ | كَأَقوامٍ نَفَحتَ لَهُم ذِنابا |
شَياطينُ البِلادِ يَخَفنَ زَأري | وَحَيَّةُ أَريَحاءَ لي اِستَجابا |
تَرَكتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ | كَدارِ السوءِ أَسرَعَتِ الخَرابا |
أَلَم تَرَني وَسَمتُ بَني نُمَيرٍ | وَزِدتُ عَلى أُنوفِهِمُ العِلابا |
إِلَيكَ إِلَيكَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | وَلَمّا تَقتَدِح مِنّي شِهابا |